
• لا تربطني علاقة مباشرة بحميدتي، وكان هناك تعامل محدود في شراء السيارات.
• نعم، أمتلك مشروعاً زراعياً ومعارض سيارات، ولدي موقع لتعدين الذهب.
• “أنا مامؤتمر وطني” ولا تربطني صلة بالنظام السابق.
•هذه حقيقة صفقة “العربات المُضروبة”.
•مستعد لقيادة متحرك من الشمالية لتحرير الفاشر
منذ بداية الحرب، برز اسم أزهري المبارك رئيس المقاومة الشعبية بمنطقة الدبة. آنذاك، أُثير حديث — منه ما كان همساً، ومنه ما كان جهراً — في مجالس المدينة، يشير إلى علاقة تربطه بحميدتي، وحديث عن تعاملات بينهما، وشائعات حول انتمائه للمؤتمر الوطني. كما ترددت أخبار عن امتلاكه ثروات وموارد ورؤوس أموال لا تُحصى ولا تُعد، وأخيراً انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أحاديث حول صفقة السيارات “المضروبة” التي اشترتها المقاومة الشعبية بعبري وتمّت إعادتها بعد التأكد من عدم صلاحيتها.
كل هذا وغيره كان محور مقابلتنا مع الرجل، فمعاً نتابع التفاصيل:
•حاورته: صباح أحمد
—
*بدايةً، حدّثنا عن نشأتك — من أين أنت ومتى وُلدت؟ وكيف كانت ظروف طفولتك؟
أزهري المبارك: من منطقة العفاض شرق الدبة، وُلدت في نهاية عام 1975م. درست المراحل الأولى في العفاض، والثانوية في البركل. نشأتي كانت بسيطة، وكبرت في بيئة عمل واجتهاد.
*كيف دخلت عالم الأعمال، ومتى كانت بدايتك؟_
_دخلت السوق مبكراً — تقريباً من أيام المدرسة الثانوية. بدأت بمبادرات صغيرة، واجتهدنا كثيراً حتى بنينا شغلنا خطوة بخطوة.
*وما حجم رأس المال الذي بدأت به؟ وهل تعرضت لخسائر في البداية؟
_رأس المال كان بسيطاً؛ جزء منه من والدي رحمه الله، وجزء من إخواني. بدأنا بموارد متواضعة، ومررنا بصعوبات وخسائر، لكن التعلم من الخطأ والعمل المتواصل هما طريق النجاح.
*من دعمك في بداياتك؟
_الدعم الأساسي كان من الوالد والإخوة. جمعنا رأس المال واشترينا “لوري T.Y”، دفعنا جزءاً كاش والباقي أقساطاً، وتعبنا حتى سدّدنا. والوالد لم يُقصّر معنا.
*هل هناك مواقف طريفة أو محرجة عالقة في ذاكرتك من بداياتك؟
_طبعا..كثير من الناس لم يثقوا بنا في البداية؛ البعض رفض البيع بالآجل، وآخرون كانوا يستهينون بصِغَر سنّنا. كلها تجارب تعلمنا منها.
*ثارت شائعات عن مساعدتك لامرأة ترعى أيتاماً، وأن دعاءها كان سبب رزقك، هل هذا صحيح؟
_هذه القصة غير صحيحة؛ كلام مؤلّف لا أساس له.
*يُقال إنك لا تقدّم مساعدات للفقراء، وإن دعمك للجيش مجرد “شو” إعلامي — ما ردّك؟
_نحن نساعد قدر المستطاع والحمد لله، ولا نعرض ذلك إعلامياً. العمل الخيري بين الإنسان وربه.
*ما صحة امتلاكك مزارع، مناجم ذهب، ومعارض سيارات؟
_ نعم .املك مشروع زراعي ومعارض سيارات، ولدينا موقع ذهب بالشراكة مع إخواني. عملنا تجاري واستثماري.
*ما علاقتك بالنظام السابق.. وهل كان له دور في دعمك؟
_لا علاقة لي بالنظام السابق. أنا لستُ سياسياً؛ لا مؤتمر وطني ولا عندي انتماء حزبي. عملنا تجاري بحت.
*كثيرون يرددون أن بينك وبين حميدتي علاقة… ما طبيعة هذه العلاقة ومتى بدأت؟
_حميدتي كان نائب رئيس (في تلك الفترة)، وكان يشتري مني بضاعة من السوق. التعامل كان عبر مكتبه — هو يطلب عربات أو حاجات عبر قنوات رسمية أو تجارية، لكن لا توجد علاقة مباشرة بيني وبينه. تعاملنا كان تجارياً محدوداً؛ عربات اشتراها عبر مكتبه.
(سكت قليلاً)..
_بعدين… أول معرض في كرين بحري تعرّض للكسر كان معرضي، وأول سيارات سُرقت كانت عرباتي. أنا ما من أنصار السياسة، نحن ناس شغل ونجيب قروش بس.
*ثارت روايات عن “صفقة عربات مُضروبة” قُدّمت للمقاومة الشعبية — ماذا عن ذلك؟
_الكلام عن عربات مضروبة غير صحيح ولا يستند إلى أدلة. الذين اشتروا مني العربات اختاروها بأنفسهم عبر لجنة، وفعلاً اشتروا ثماني عربات — بعضهم احتفظ بها، والباقي أُعيد. لا توجد صفقة بهذه المواصفات التي تُشاع.
*بصفتك رئيساً للمقاومة الشعبية بمحلية الدبة، كيف بدأت فكرة تكوين المقاومة؟ وما الدافع؟
_فكرة المقاومة الشعبية جاءت منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب. نحن اصطففنا خلف الجيش، وكنا من المبادرين بالمساعدة بالمال والدعم المعنوي. الهدف كان حماية الوطن والوقوف في خندق واحد مع القوات المسلحة.
*سمعنا أيضاً أنك تبرّعت بـ100 عربة قتالية لفك حصار الفاشر — هل هذا صحيح؟
_في الإسهام لفك حصار الفاشر، لم أتبرع بـ100 عربة فقط، بل أكثر من مئة عربة، بمشاركة ودعم من ناس كثيرين. نحن فخورون بالمساهمة في هذا الأمر، والهدف كان فك الحصار ومساعدة إخواننا.
*كيف كنتم تعملون لفك الحصار عن المناطق البعيدة مثل الفاشر بينما يقيم بعضكم في بورتسودان أو الشمالية؟
_عمل المقاومة ليس مقيداً بالتواجد الدائم في ساحة المعركة فقط..نحن شغالين، وما بعيدين من الفاشر، وقواتنا — الحمد لله — تصل المناطق التي فيها العدو. التفاصيل التشغيلية لا ننشرها لأسباب أمنية، لكن الحمد لله شغالين. ما شرط نكون في الميدان هناك؛ في ناس برّة السودان وبيحاربوا الجنجويد ديل — إنتوا بقلمكم، والشيخ بدعواته، والجندي بسلاحه. بعدين أنا واحد من الناس خضت معارك داخل الخرطوم، وهسّة مستعد أشارك في تحرير الفاشر بمتحرّك من الولاية الشمالية. يعني جاهزين، منتظرين القيادة تقول “اتحركوا” ونتحرك فوراً.
* ماهي رؤيتك لمستقبل المقاومة الشعبية؟
_المقاومة الشعبية ستظل سنداً حقيقياً للقوات المسلحة. هي قوة شعبية متجانسة من شيوخ وشباب وشابات ونساء، تعمل لحماية الوطن وبنائه. وستستمر بإذن الله في دورها لحماية المواطنين والمساهمة في استقرار البلاد.
*رسالة أخيرة للشباب الذين يرونك قدوة — ما نصيحتك لهم؟
_أقول للشباب: ابدأوا خطوة بخطوة، لا تنتظروا الكبار أو الظروف المثالية. ابدأوا بما تملكون، وبالمجال البسيط، واشتغلوا بجدّ. العمل والمواظبة هما طريق التقدّم.
				
					
					


