
صباح أحمد
تتناقل الأوساط السياسية أنباءً عن لقاء مرتقب في القاهرة بين البرهان و “حميدتي”.
وإن صحّت الأنباء، فالقاهرة تستعد لاستضافة أحد أعقد الملفات في المنطقة.. ملف السودان، الذي أنهكته الحرب حتى كاد يفقد ظله.
اللقاء المنتظر، إن تمّ، لن يكون مجرد لقاء بين خصمين تفجّر بينهما الصراع قبل قرابة ثلاثة أعوام، بل اختبار حقيقي لإرادة السلام، ولقدرة الإقليم والمجتمع الدولي على معالجة أزمة استعصت على كل الوسطاء.
لقد فشلت جولات جدة وأديس أبابا في جمع الرجلين، وها هي القاهرة تحاول حظها في مهمة تبدو أشبه بالمشي فوق حقل ألغام..
ما يجعل الحديث عن اللقاء مهماً هو توقيته.
فبعد فترة طويلة من القتال، تراجع الرهان على الحسم العسكري، وتزايد الضغط الإنساني والدولي على طرفي الحرب.
الكل يدرك أن الحرب لم تعد مجدية، لكن السؤال..من يملك الشجاعة ليقول ذلك علنًا؟!
ورغم أن القاهرة تمتلك رصيداً سياسياً يؤهلها للعب هذا الدور، إلا أن العقبات أمام أي تسوية حقيقية ما تزال قائمة..وعلي رأسها انعدام الثقة، وتداخل الأجندات، وتعدد اللاعبين في الميدان.
وحتى الآن، لا تبدو النوايا واضحة، ولا الضمانات كافية لوقف إطلاق النار الشامل أو بدء عملية سياسية جادة.
ربما تملك الرباعية النفوذ، لكن الحل لن يُفرض من الخارج وحده.
فالسودانيون، وهم أصحاب الأرض والمِحنة، بحاجة لأن يُسمع صوتهم في أي تسوية قادمة، وإلا سيبقى السلام مجرد حبر على ورق.
القاهرة أمام فرصة، وربما مسؤولية تاريخية، لتكون منصة لبداية جديدة لا محطة لتكرار الفشل.
أما نحن السودانيين، فلا ننتظر سوى ما يعيد لنا ما فقدناه .. الأمان، والطمأنينة، ووطن لا تُدار حروبه بالوكالة.



