تقارير و تحقيقات وحوارات
أخر الأخبار

وزير الشئون الدينية ورئيس المجلس الأعلي للحج والعمرة .. الصراع المكتوم يخرج للعلن !! 

وصلت العلاقة بين وزير الشئون الدينية والأوقاف بشير هارون والأمين العام للمجلس الأعلى للحج والعمرة الجديد عبد الله سعيد لحد التوتر و القطيعة وربما نقطة اللاعودة رغم أن الرجلين لم يلتقيا حتي الآن وجهاً لوجه فوزير الشئون الدينية كان طيلة الفترة الماضية بالسعودية ويباشر عمله من هناك قبل إنعقاد مؤتمر الحج في جدة والأمين العام للمجلس الأعلي للحج والعمرة يمارس مهامه من بورتسودان بعد قرار تعيينه من قبل رئيس الوزراء كامل إدريس عقب قرار إعفاء الأمين العام السابق سامي الرشيد الذي سلم ملف الحج والعمرة لخلفه عبد الله سعيد قبل عدة أيام في إجراءات تسليم وتسلم بالمقر المؤقت لإدارة الحج والعمرة ببورتسودان دون حضور أو حتي علم الوزير المعني بشير هارون.

المحاصصة تهزم الكفاءة

بعد إقالة الأمين العام للحج والعمرة سامي الرشيد تم طرح المنصب للتنافس المفتوح ليشغله من يقع عليه الإختيار بحسب الكفاءة والخبرة والتجربة إلا أن قرار رئيس الوزراء بفتح الباب للتنافس حول المنصب تمت هزيمته بالمحاصصات والترضيات وأن المنصب المعني غير قابل للتنافس بين أهل الكفاءة لكنه يخضع لموازنات أخري تتعلق بالحصص والكيكة فجرت لقاءات سرية وبعيداً عن رقابة الإعلام بين نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار والأمين العام لمجلس السيادة محمد الغالى ورئيس الوزراء كامل إدريس ووزير الشؤون الدينية بشير هارون تم الإتفاق فيه علي أيلولة منصب امانة الحج والعمرة الإتحادية لصالح الحركة الشعبية شمال بقيادة مالك عقار ومن نصيب إقليم النيل الأزرق حيث تم ترشيح البرلماني الشاب في مجلس تشريعي النيل الأزرق وأمين مجلس الحج والعمرة السابق بالإقليم عبد الله سعيد لترفيعه ليشغل منصب الأمين العام للحج والعمرة الإتحادي مما يعني عملياً تراجع قرار رئيس الوزراء كامل إدريس عن الإعلان الذى نشر وتم الإعلان عنه بشأن التقديم لوظيفة الأمين العام للحج والعمرة كوظيفة عامة وتم تعيين عبد الله سعيد بهذا المنصب ممثلاً للنيل الأزرق وأميناً عاماً للمجلس الأعلى للحج والعمرة علي مستوي المركز.

جذور الصراع

وبناء علي ذلك تم المجئ بالأمين العام للمجلس الأعلي للحج والعمرة الجديد من الدمازين عبد الله سعيد إلي مركز السلطات ببورتسودان ليجلس في الكرسي خلفاً لسامي الرشيد الذي أعفي من منصبه في ظروف غامضة لم يتم الكشف عن تفاصليها وملابساتها وظروفها حتي الآن ، لكن الأغرب من ذلك أن عبد الله سعيد تولي موقعه الجديد وباشر مناشطه ومهامه من غير مراسم عملية تسليم وتسلم التي جرت فيما بعد ، لكن الأكثر غرابة أن وزير الشئون الدينية بشير هارون اصدر قرارات بتجميد قرارات الأمين العام للمجلس الاعلى للحج والعمرة سامى الرشيد ، وبدأ الأمين العام الجديد سعيد في مباشرة عمله دون أن يتسلم المهام من سلفه كما جرت العادة ، وفي أول خطوة اجتمع بإدارة بنك الخرطوم للتباحث حول عمليات التحويلات المالية الخاصة لموسم الحج للعام 1447هـ حيث اشترطت سلطات الحج والعمرة السعودية أن تتم إجراءات وترتيبات الحج لهذا الموسم في وقت مبكر ، لكن المفاجأة أن وزير الشئون الدينية بشير هارون أصدر قراراً كذلك لتجميد نشاط الأمين العام للمجلس الأعلي للحج والعمرة الجديد عبد الله سعيد وقراراً آخر بإلغاء قرار الامين العام للحج والعمرة الجديد الذى أصدره من دون توضيح أسباب تجميد قرار عبدالله سعيد ، غير أن الأخير تمسك بموقعه ومواقفه رافضاً قرارات الوزير الذي يتبع له مشدداً أن تعيينه جاء من رئيس الوزراء كامل إدريس وبتوصية وتوجيه من نائب مجلس السيادة الإنتقالي مالك عقار فخرج الصراع المكتوم إلي السطح وأصبح علنياً بين الوزير بشير هارون والأمين العام للحج والعمرة عبد الله سعيد وكل طرف متخندق خلف مواقفه وقراراته .

ما خفي أعظم 

المقربون من ملف الحج والعمرة يؤكدون أن جهات سودانية نافذة في السعودية تتنقل ما بين جدة ومكة والمدينة ظلت ممسكة بهذا الملف دون التفريط فيه وأنها أثرت علي وزير الشئون الدينية ودفعته لإصدار قرار بتجميد نشاط وقرارات الأمين العام للمجلس الأعلى الحج والعمرة وأن هذه الجهات تتحكم في ملف الحج والعمرة منذ فترات طويلة ، لكن إلي الآن لم يتم بالضبط تحديد أسباب ودوافع الصراع بين وزير الشئون الدينية والأمين العام للحج والعمرة هل هو صراع تداخل صلاحيات واختصاصات أم تنازع حول كيفية إدارة ملف الحج والعمرة أم مجرد خلاف إداري أم أن ما خفي كان أعظم؟ فالصراع الذي ظهر علي السطح ربما يؤثر ويلقي بظلال سالبة علي موسم الحج الجديد والذي طالبت السلطات السعودية بأن تكون ترتيباته مبكرة الأمر الذي سيتسبب في حالة إرتباك قد تضر بالحجاج وموسم الحج .

الوزير آخر من يعلم 

التنازع لم يقف عند هذا الحد بل إزدادت وتيرته بعد يوم واحد من عودة وزير الشئون الدينية بشير هارون من السعودية يوم الجمعة الماضي لتتم يوم السبت مباشرة إجراءات التسليم والتسلم بمقر إدارة الحج والعمرة في بورتسودان بين الأمين العام السابق سامي الرشيد وخلفه عبد الله سعيد دون أن يكون وزير الشئون الدينية جزءاً من هذه الإجراءات أو إحاطته بها حيث تفاجأ الوزير بعملية التسليم والتسلم ! وقال إنه لا علم له بهذه الإجراءات! ولا يعرف عنها شيئاً ! اعتبرها تجاوز واضح وفاضح له باعتباره الوزير القيم علي أعمال الحج والعمرة والمجلس الأعلى للحج والعمرة يقع تحت إدارته وإشرافه المباشر ، ومع ذلك واصل أمين الحج والعمرة مباشرة أعماله في ذات الوقت الذي لم يستطيع فيه وزير الشئون الدينية بشير هارون إتخاذ أي موقف تجاه التجاوز الذي تم له، فهل تقف الأوضاع عند هذا الحد فيمر موسم الحج للعام 1447 هـ بسلام أم تكون النزاعات بين الوزير وأمين الحج والعمرة عائقاً أمام نجاح الموسم وتضرر الحجاج من هذا الصراع؟ الأيام وحدها تجيب علي هذا السؤال وما علينا إلا الإنتظار!!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى