
قال المؤتمر الوطني إن عمر البشير كان مدركًا وواعياً بحجم المخاطر التي كانت تُحاك ضد السودان، ولم يكن حديثه عن الأمن مجرد كلمات سياسية، بل كان قراءة مبكرة لواقعٍ معقد وتحديات واضحة في معظم خطاباته، حيث كان يكرر بأن نعمة الأمن لا تُشترى، وأن الحفاظ عليها واجب وطني قبل أن يكون مسؤولية حكومة أو نظام.
وأكد المؤتمر الوطني أن البشير كان يحذّر الناس من الانخراط وراء الدعوات الوردية والشعارات البراقة التي يسوّق لها العملاء، والتي تُغري البسطاء بأحلامٍ مثالية بينما تخفي خلفها مخططًا كبيرًا لإغراق البلاد في الفوضى وكان يشدد دائماً أن تلك الدعوات ليست عفوية، بل تقف خلفها جهات إقليمية ودولية تُنفّذ أجندة واضحة، هدفها تمزيق السودان وضرب استقراره وإشعال الفتن بين مكوناته.
وأشار المؤتمر الوطني أن اليوم، وبعد كل ما جرى، تتضح الحقيقة كما هي فكل التحذيرات التي كان يطلقها أصبحت واقعاً مؤلماً تعيشه البلاد فالأمن الذي كان البعض يستهين به أصبح أمنية بعيدة، والبلد التي كانت آمنة مستقرة تحولت إلى ساحة صراع بسبب تلك الدعاوى التي بدت في ظاهرها حرية وأحلامًا جميلة، وفي باطنها دمارًا ودمًا وخرابًا ،ونبه المؤتمر الوطني إلي أن التاريخ لا ينسى، والوعي لا يموت وما كان البشير يحذّر منه نراه الآن جليًا أمام أعيننا.



