المافيا تسيطر علي سوق تذاكر البواخر البحرية والمسافرون يستنجدون ويرسلون صيحات إستغاثة!!

دخلت أسعار تذاكر البواخر البحرية في كل من سواكن وبورتسودان للسوق الأسود وسط سيطرة السماسرة علي جميع تذاكر السفر في خط ميناء (سواكن – جدة) في وقت ارتفعت فيه الأسعار من 670 ألف جنيه إلي 900 ألف جنيه للراكب الواحد ثم ارتفعت أول أمس السبت إلي 1100 ألف جنيه مع إنعدامها خلال هذه الأيام، فيما يواجه مئات المسافرين من (مقيمين وتأشيرات عمل ومعتمرين) معاناة في الحصول علي التذاكر ويتجمع المئات في مشهد يومي متكرر منذ الصباح وحتي المساء أمام مكاتب وكالات السفر والسياحة في كل من سواكن وبورتسودان من أجل الحجز وشراء تذاكر متخفية .

شبكات تتحكم في السوق بلا رقيب

ومؤكد أن القضية لا تتعلق بارتفاع أسعار التذاكر ودخولها للسوق الأسود من قبل شبكات تتحكم في سوق التذاكر و الحجوزات فحسب، بل في الفوضى التي تتسبب فيها شركات النقل البحري وتحكمها في تحديد أسعار التذاكر دون رقيب أو متابعة دعك من محاسبتها بشأن مسئوليتها في التقصير تجاه المسافرين فالتذاكر يتم شراؤها عبر أفراد لهم شبكة علاقات واسعة مع وكالات السفر والسياحة وشركات النقل البحري ثم يعمدون إلي رفع أسعارها ويتم بيعها في السوق الأسود دون رقابة من السلطات والجهات المختصة الأمر الذي يجعل مصير المسافرين في كف عفريت خاصة أصحاب التأشيرات المرتبطة بزمن محدد فقد يعرضهم ذلك لإنتهاء فترة صلاحية التأشيرة هذا إلي جانب الأضرار والخسائر المادية نتيجة فترة الإنتظار فالمئات من المسافرين يسكنون في منازل مؤجرة ترتفع أسعار إيجاراتها علي مدار الساعة واليوم عبر الوسطاء الأمر الذي يزيد من معاناتهم ونفقاتهم ومصروفاتهم الخاصة بالأكل والشرب والسكن هذا غير المشاوير بغرض إكمال الإجراءات والبحث عن التذاكر حيث تتراوح قيمة الإيجار في السكن ما بين 60 إلي 80 ألف جنيه في اليوم الواحد .

معاناة لا تنتهي

أحد المغتربين في السعودية أكد لـ (صباح نيوز) أن أسرته المكونة من 5 أفراد لم تحصل حتي الآن علي تذاكر سفر في بورتسودان رغم إكتمال كل الإجراءات إلا أن إنعدام التذاكر يجعلهم في حال يصعب تصوره وقال أنه حاول كثيراً الحصول علي تذاكر لأفراد أسرته حتي بسعر السوق الأسود لكن دون جدوي حيث فشل في الحصول علي تذاكر لأفراد أسرته ، وبحسب النظام المتبع في شراء وبيع تذاكر سفر البواخر البحرية فإن النظام المعتمد هو أن شركات النقل البحري تقوم ببيع وتوزيع 40 تذكرة لأي وكالة سفر عبر يوزر معين وبعدها تتم عملية الحجز وقطع التذاكر لركاب الباخرة فأصحاب المكاتب يوجهون المسافرين بشراء التذاكر من سوق بورتسودان و سواكن من أصحاب الطبالي و الأكشاك والسماسرة الذين يتلاعبون في أسعار التذاكر ويستغلون حوجة المسافرين.

أسعار فلكية

قبل عدة أيام كانت أسعار تذاكر البواخر البحرية خط ميناء (سواكن – جدة) بواقع 670 ألف جنيه للكبير و 570 ألف جنيه للصغير و 450 ألف جنيه للطفل الرضيع لترتفع إلي 875 ألف جنيه للكبير و 825 ألف جنيه للأطفال الصغار و 620 ألف جنيه للرضع هذا علي المستوي الرسمي بينما تتضاعف الأسعار لجميع الفئات العمرية في السوق السوداء حيث يصعب الحصول عليها ، هذا غير سداد رسوم الصعود الباخرة في حال حصول المسافرين علي حجز وتذاكر والمتضررون يجأرون بالشكوي ويرفعون أصواتهم للجهات المختصة للتدخل بهدف إيقاف هذا العبث وحسم الفوضي لكن لا حياة لمن تنادي!