
*خلونا في الصورة
صباح احمد
تأتي زيارة رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى المملكة العربية السعودية تلبيةً لدعوة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في توقيت بالغ الحساسية، داخلياً وإقليمياً، ما يجعلها زيارة محمّلة بالدلالات والتساؤلات حول جدواها الحقيقية.. هل تمثل اختراقاً سياسياً واقتصادياً لصالح السودان، أم أنها مجرد لقاء بروتوكولي يكرر مواقف معروفة سلفاً؟!
وبالطبع فإن السعودية تُعد لاعباً محورياً في الملف السوداني منذ اندلاع الحرب، سواء عبر رعايتها لمسار جدة، أو بحكم ثقلها الإقليمي وعلاقاتها الدولية الواسعة، ما يمنح هذه الزيارة وزناً يتجاوز الشكل الدبلوماسي المعتاد.
من المرجح أن تتناول المباحثات عدة ملفات رئيسية، أبرزها الملف السياسي والأمني..ومناقشة تطورات الحرب، وإمكانية إعادة تنشيط مسار جدة، مع التركيز على وقف إطلاق النار، وحماية المدنيين، وتهيئة الأجواء لحل سياسي شامل.
وفيما يخص الملف الإنساني لا أستبعد إن تتطرق الزيارة لأمر تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، خاصة في ظل تدهور الأوضاع في عدد من الولايات، ودور السعودية المتوقع في دعم الجهود الإغاثية والضغط لفتح الممرات الآمنة.
ايضاً من المرجح أن تناقش المباحثات فرص الدعم الاقتصادي والاستثماري، خصوصاً في مرحلة ما بعد الحرب، رغم أن هذا الملف يظل مرهوناً بتحقيق حد أدنى من الاستقرار السياسي والأمني.
*زيارة مثمرة أم تحصيل حاصل؟!
مؤكد أن نجاح الزيارة لا يُقاس فقط بالبيانات الختامية أو الصور البروتوكولية، بل بمدى قدرتها على ترجمة الدعم السياسي إلى خطوات عملية..
وهنا تقفز الأسئلة الموضوعية..هل ستُسهم الزيارة في تحريك ملف السلام؟!
هل ستنعكس على الواقع الإنساني؟!
وهل تفتح أفقاً اقتصادياً حقيقياً للسودان؟!
وفي المقابل، تظل المخاوف قائمة من أن لا تتجاوز الزيارة إطار تبادل المواقف، دون إختراق حقيقي، خاصة في ظل تعقيدات المشهد السوداني وتعدد الفاعلين وتضارب المصالح الإقليمية.
*عموماً..زيارة البرهان إلى السعودية تحمل فرصًا حقيقية إذا أُحسن توظيفها سياسياً، لكنها في الوقت نفسه إختبار لقدرة القيادة السودانية على تحويل الدعم الإقليمي إلى مكاسب ملموسة.. وبين التفاؤل والحذر، يبقى الحكم النهائي مرهوناً بما ستفرزه الأيام من نتائج على الأرض، لا بما سيُقال في القاعات المغلقة.



