مشاركة وزير الشؤون الدينية والأوقاف بشير هارون عبد الكريم في مؤتمر الحج والعمرة بالسعودية .. الحصاد والحصيلة

إعلام مكتب وزير الشئون الدينية
في محطة دبلوماسية رفيعة المستوى تعكس عمق ومتانة العلاقات السودانية–السعودية، وتعزز حضور السودان في المحافل الإقليمية والدولية، شارك معالي وزير الشؤون الدينية والأوقاف، الأستاذ بشير هارون عبد الكريم، في مؤتمر الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية. وقد أثمرت هذه المشاركة عن جملة من الإنجازات الاستراتيجية غير المسبوقة في ملفي الحج والأوقاف، وأسست لمرحلة جديدة من العمل المؤسسي القائم على مبادئ الحوكمة الرشيدة، والشفافية، والاستدامة.
إنجازات سياسية وتنظيمية نوعية:
أولاً: تثبيت حقوق السودان في موسم الحج
وقّع معالي الوزير على وثيقة ترتيبات حجاج السودان لموسم حج 1447هـ، في خطوة محورية ضمنت حقوق الحجاج السودانيين، وساهمت في تسهيل الإجراءات وتحسين مستوى الخدمات، وفق المعايير المعتمدة لدى وزارة الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية.
ثانياً: اختراق تاريخي في ملف الأوقاف السودانية:
حقق ملف الأوقاف السودانية اختراقًا تاريخيًا طال انتظاره، بتسلّم السودان أول تعويض مالي رسمي عن أوقافه بالمملكة العربية السعودية، بعد تعطيل استمر لأكثر من عشر سنوات.
وتسلّم معالي الوزير، من وكيل ناظر الأوقاف السودانية بالمملكة، صور الشيكات المصرفية الصادرة من الجهات السعودية، والمودعة لدى الهيئة العامة للأوقاف، والمخصصة لشراء البدائل الوقفية، في خطوة أعادت الاعتبار للأوقاف السودانية، وحفظت حقوقها الاستثمارية.
وفي هذا الإطار، عبّر معالي الوزير عن بالغ شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، مثمنًا اهتمام القيادة السعودية بأوضاع السودان، ودورها المقدّر في دعم استقرار مؤسساته الدينية والوقفية.
كما هنّأ معاليه الدكتور كامل إدريس، رئيس مجلس الوزراء، بهذا الإنجاز الوطني الكبير، الذي يُعد مكسبًا استراتيجيًا يُحسب لحكومة الأمل ونهجها الإصلاحي.
ثالثاً: مواءمة قطاع الأوقاف مع رؤية المملكة 2030:
وجّه معالي الوزير بتبنّي نهج تطويري شامل لقطاع الأوقاف، ينسجم مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030، ويعزز الانتقال من الإدارة التقليدية إلى الاستثمار الوقفي المنتج والمستدام.
رابعاً: إصلاح شامل لمنظومة الحوكمة الوقفية:
أكد معاليه ضرورة الالتزام الصارم بشروط الواقفين، وأصدر توجيهاته بتشكيل لجنة فنية عليا تعمل تحت إشرافه المباشر، تتولى إعداد رؤية استراتيجية وبرنامج عمل متكامل، واختيار البدائل العقارية في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة، إلى جانب إعداد اللائحة التنظيمية الحاكمة لعمل الأوقاف السودانية بالمملكة.
خامساً: معالجة الإخفاقات وتعزيز الانضباط الإداري:
في رسالة واضحة لمحاربة الفساد وسوء الإدارة، وجّه معالي الوزير بجملة من الإجراءات الحاسمة، شملت:
إنهاء كافة الإشكالات الإدارية والتنظيمية المرتبطة بعمل الأوقاف.
إعادة توزيع عائدات الأوقاف وفق معادلة متوازنة تراعي الصيانة، والاستثمار، والاحتياطي، والتسيير.
إلغاء التعاقد مع الشركة التي أخفقت في إدارة موسم الحج الماضي، واعتماد شراكات جديدة وفق معايير شفافة تضمن الجودة والمساءلة.
سادساً: تدخل سيادي لضمان نجاح موسم حج 1447هـ :
أكد معالي الوزير أهمية التنسيق العاجل مع وزارة المالية والتخطيط الاستراتيجي وبنك السودان لتوفير التمويل اللازم، بما يمكّن السودان من حجز مخيمات المشاعر المقدسة واختيار باقات الحج لموسم 1447هـ.
كما طالب وزير الحج والعمرة السعودي بمنح السودان مهلة إضافية، تقديرًا للظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، وهو ما قوبل بتفهم إيجابي يعكس عمق العلاقات الثنائية بين البلدين.
سابعاً: قرارات حاسمة لترشيد الإنفاق العام:
في إطار الحرص على المال العام، أصدر معالي الوزير قرارًا بإخلاء مقر البعثة الدائم بمكة المكرمة عالي التكلفة، والتوجيه بالانتقال إلى مقار موسمية أقل تكلفة، التزامًا بأنظمة المملكة وتوجهاتها التنظيمية.
ثامناً: خطوات استراتيجية مستقبلية
شملت مخرجات المشاركة عددًا من الخطوات الاستراتيجية، من أبرزها:
تنشيط حسابات مكتب شؤون حجاج السودان لدى البنك الأهلي السعودي.
اعتماد الناقلات الجوية الوطنية لدى وزارة الحج والعمرة السعودية.
الإسراع في إقامة ملتقى الأوقاف الأول بالمملكة العربية السعودية ليكون منصة مرجعية للعمل الوقفي.
تشكيل اللجنة العليا المختصة بإنجاز حزم خدمات حج 1447هـ.
تاسعاً: حراك دبلوماسي واسع
على هامش المؤتمر، أجرى معالي الوزير سلسلة من اللقاءات والمباحثات الثنائية مع عدد من وزراء الشؤون الدينية ورؤساء الوفود المشاركة، تناولت قضايا الشعوب الإسلامية، والتحديات المشتركة، وسبل تعزيز التعاون والتنسيق الإقليمي.
خلاصة سياسية وإعلامية:
تمثل مشاركة معالي وزير الشؤون الدينية والأوقاف في مؤتمر الحج والعمرة نقلة نوعية في الأداء السياسي والمؤسسي، ورسالة واضحة بأن السودان ماضٍ بثبات نحو استعادة حقوقه، وإصلاح مؤسساته، ومحاربة الفساد، مع تعزيز حضوره الإقليمي، وضمان كرامة وراحة حجاجه، وترسيخ شراكته الاستراتيجية مع المملكة العربية السعودية.



