تقارير و تحقيقات وحوارات
أخر الأخبار

وزارة الشؤون الدينية والأوقاف .. قراءة في سِفر الإنجاز والإعجاز (1)

حافظ آدم أبوآية يكتب… 🖋️

صدى الرؤية 

• القراء الاعزاء لكم مني التحية أينما كنتم ونأسف للإنقطاع الذي حال بيني وبينكم لمدة يزيد عن اسبوع ونيف، وكان ذلك لظروف ترحالي في رحلة طويلة شملت ولايتي نهر النيل والشمالية حث شملت عدة مدن وقرى (عطبرة مدينة الحديد والنار، ومدينة مروي الصمود، ومنطقة الكرفاب المعلومة بالضرورة، ومدينة الدبة الأبية، ومنطقة تنقسي”بَكِّبُولْ”وما جاورها من حمور والعباسية ودنقلا العجوز، ولَّتِي وناوا، وقصدت بعد ذلك مدن رومي البكري، والقولد، وود نميري، ثم مدينة دنقلا عاصمة الولاية الشمالية) حيث الرقي والحضارة وكرم الضيافة والإنسانية.

مخطط شبكات الفساد 

• وجاءت هذه الرحلة في خضم ظروف استثنائية بالغة التعقيد ولكن كانت بالنسبة لي رحلة استكشافية لبلد نحن من سرته وهو يحبنا ونحبه، ومن ثم كانت العودة من الاتجاه الآخر وكانت المحطات في (كورتي وسوركتي ومنصوركتي وحسينارتي والقرير وتنقاسي) ، ولكل هذه المحطات مواقف وحكايات مع أهله ساحكي لكم ذلك لاحقاً ، ومن دنقلا العجوز أعد كاتبتكم سلسلة مقالاته عن ملف الحج والعمرة وما صاحبه من فساد مخطط عبر شبكة اعتادت على عمليات اجرامية عتيدة ، وَعَزَمْتُ العقد لـ (فرتقته) واسترداد الحق الاصيل المغتصب لكم كشعب، وكتبت في ذلك ست مقالات بعناوين مختلفة، فيما يربو عن (5027) خمسة الف وسبعة وعشرون مفردة او كلمة، في مقالات استقصائية، مبنية على قرائن ومعتمدة على وثائق، وقتها نعتني بعض ابواق الفساد المأجورين بما لا يليق بالانسانية وذلك بقصد جرنا لمعركة من غير معترك وصرف انتظارنا عن ذلك الفساد الذي ازكم الأنوف وطمث آثاره ، ولكن كنتُ حضوراً طاغيا لادارة هذا الملف وعَزَمْتُ على الاَّ أنجر لأي صراع جانبي لحين حسم تلك الفوضى ومحاولات اغتصاب الوظيفة نفسها، واختزالها لاقليم بعينه، مع اصرارهم لقلب وجه الطُرة من الكتابة على ان يستمرؤا الفساد لاحقاً ولكن ارادة الله حاضرة وكان النصر حليفنا .

إيقاف العبث والفوضى

• وهنا لا بد من إرسال صوت شكر وتقدير للأخ الدكتور كامل ادريس رئيس مجلس الوزراء الذي أدرك الموقف وتعاون مع الأخ وزير الشؤون الدينية والأوقاف لإيقاف العبث والفوضى الذي يودُ الفاسدون الاستمرار فيه بوجه الطُرَّة من جديد بعد ان انكشف حقيقة وجه الكتابة الأولى، واصدر قراره الأخير بتكليف، الأخ عمر مصطفى – أميناً عاماً للمجلس الأعلى للحج والعمرة –  وهو من طراز الآهلين لهذا المنصب لإنقاذ موسم الحج لسنة 1447 هـ أسال الله له التوفيق والإعانة وخدمة حجاج بيت الله الحرام ، كما ارسل صوت شكر للدكتورة لمياء عبد الغفار وزيرة رئاسة مجلس الوزارء التي اهتمت بهذا الملف، بصورة اساسية وعن كثب ومتابعة لصيقة لما جرى من كتابات ومدونات فيما يلي هذا الملف بالتحديد ونعود لتفصيل ذلك لاحقا بإذن الله تعالى .

قطع الطريق أمام المتنطعين

• ولا يفوتني ان احيي جهود الأخ /مولانا بشير هارون عبد الكريم وزير الشؤون الدينية والأوقاف الرجل العصامي الذي واجه كل أنواع الصلف والجهل والاستهتار، ونفذ إلى قطع الطريق امام المتنطعين الذين ظلوا جاثمين على صدور حجاج بيت الله لسنين عدداً يمارسون كل ما سولت لهم أنفسهم من التربص باعمال الحجاج، متجاوزين كل ما هو متعلق بالقانون ولا حسيب لهم ولا رقيب، ويسوقون الحجاج كالنعاج كيفما شاءوا ولا حق لأيٍّ منهم الحديث عمَّا يجري ، فشكرا السيد وزير الشؤون الدينية، لقد اوفيت للشعب السوداني بما وعدت في هذ الجانب ونأمل ان توفق في استكمال المسيرة ولا رجعة للوراء البتة .

منجزات ومكاسب

امَّا ما يلي الإعجاز والإنجاز في وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ووزيرها الشاب الفقيه/ بشير هارون نفيد بأن مشاركة معالي السيد الوزير في مؤتمر الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية والذي انعقد من 7- 15 نوفمبر الماضي، نتج عن تلك المشاركة إنجازات سياسية واستراتيجة على مستويي الحج والعمرة والأوقاف، والمسار الدبلوماسي تطلعاً لعمل مؤسسي جديد الذي يعتمد على الحوسبة والحوكمة معاً لضمان الشفافية المستدامة، حيث تمثل ذلك في الآتي :

– وقع الأخ الوزير على وثيقة ترتيبات حجاج السودان لعام 1447 هـ في خطوة مهمة تؤمن حقوق الحجاج السودانيين مع تأكيد ضرورة انسياب الاجراءات بسلاسة غير معهودة، وتحسين مستوى الخدمات حسب المعايير المعتمدة لدى الوزارة النظيرة بالمملكة العربية السعودية.

– وعلى صعيد آخر حدث اختراق تاريخي في ملف الاوقاف السودانية وتسلم السودان أول تعويض مالي رسمي عن أوقافه بالمملكة العربية السعودية والذي تعطل منذ اكثر من عشرة سنوات عجاف من وكيل ناظر الاوقاف هناك، في خطوة مهمة ترد الاعتبار للاوقاف السودانية وتحافظ علي حقوقها في الاستثمار .

– وفي هذه السانحة نزجي صوت شكرنا وامتناننا وتقديرنا لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان لإهتمامهما بملف السودان ودورهما الرائد في الاهتمام بمؤسساتنا الدينية والوقفية ، وما جرى من عمل يعد إنجازاً متميزاً للسيد وزير الشؤون الدينية والأوقاف مولانا بشير هارون عبد الكريم فله منا التحية وما قام به يضاف كمكسب حقيقي ووطني كبير لقائمة حكومة الأمل في نهجها الإصلاحي الذي لم يألفه السودان مما جعل الصراخ والعويل كثيراً من أصحاب الحناجر والحلاقيم الكبيرة المنتفخة ، وايضاُ من خلال ما جرى من التفاهمات بين الطرفين من رغبة في التعاون المشترك.

نهج يواكب رؤية 2030

– وفي اطار مواءمة الاوقاف السودانية مع رؤية المملكة المثقلة بالخيرات والتجارب ورؤيتها لسنة 2030م، وجه سيادته جهات الاختصاص بتبني النهج التطويري والطموح لقطاع الاوقاف السودانية ، والتعاون مع المملكة للإرتقاء بها إلى مرحلة التماشي مع رؤيتها الحديثة وتعزيز التحول إلى مستوى العمل الرقمي والاستثمار الوقفي المنتج والمستدام .

– ومن خلال هذه السطور قصدنا ان نلفت انتباه قراءنا الأعزاء ونضعهم في الصورة الحقيقية لمتابعة حركة الوزير في الحِلِّ والتَّرْحال ليعرفوا ما يقوم به الاخ الوزير من حراك فعال ونشاط حيوي في اطار الإصلاح المؤسسي المنشود، وما يعتريه من متاريس مختلفة ومختلقة، من الفاسدين الذين احدقوا بالوزارة ولبسوها كالاسورة ولا يرغبون مغادرة مواقعهم كي يفسحوا لغيرهم رغم تأكد الفساد المنتشر والمشهور على مستوى الوسائط المختلفة، كما أصدرت وزارة رئاسة مجلس الوزراء قراراً بصدد مراجعة اعمالهم لسنة 1446 هـ واللجنة اقرت الفساد ووجهت بعمل التدابير اللازمة من خلال توصياتها، منها عدم تجديد ايجار مقر البعثة المكونة من عدد من الطوابق بجانب فك الارتباط للموظفين الموسميين المقيمين بالسعودية وهذا فضلا عن جملة تدابير أخرى ذكرتها فيما مضى من المقالات .

حراك دبلوماسي 

– أخيراً اعدكم قرائي الكرام ان انقل لكم ما يلي هذه الوزارة من سلبٍ او ايجابٍ لحين استعدال الأمر لأنها هي وزارة ذات دلالات عَقَدِيَّة في المقام الأول، وهذا ما يدعونا للمجاهدة من عكس كل الأنشطة الدائرة هناك حتى يقضي الله أمرا كان مفعولاً ، فانتظروني في مقالات لاحقة عَمَّا تبقى من إنجازات الاخ الوزير، في هذه الملفات وما تبعه من قرارات وموجهات مهمة ، وحراك دبلوماسي كان على هامش أعمال مؤتمر الحج بالمملكة مع نظرائه من الدول المدعوة لهذه المناسبة ،لعله قد يكون ناقش مع رؤساء الوفود قضايا الشعوب الإسلامية المضطهدة والتحديات الماثلة التي تواجه العالم الإسلامي وفتح آفاقاً جديدة وسبل تعزيز التعاون المشترك في القضايا ذات الصلة .

– وتأكد الشك باليقين ان مشاركة الأخ وزير الشؤون الدينية والأوقاف ووفده الميمون المتمثل القنصل العام بجدة والملحق الإداري واعوانهم، كانت نقلة نوعية في الأداء السياسي والمؤسسي الشفاف ،ورسالة بينة للمغرضين بأن السودان بخير وماضي بخطى ثابتة وواضحة في إدارة الشراكات واستعادة الحقوق المستلبة واخذ دوره الرائد في الوسط الإقليمي مع ترسيخ الشراكة الاستراتيجية مع المملكة العربية السعودية .

يتبع .

وكتبه حافظ أبوآية 

الخميس / 25 ديسمبر2025م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى