
الدكتور حسن حسب الله سعيد
الراحل عمار محمد آدم والده الشيخ الزاهد محمد آدم خليفة كان نقابياً متمرساً شارك في ثورة اكتوبر 1964م بقيادة قطار كسلا مع مجموعة قيادات السكة الحديد وكان رجلاً قوياً في مواقفه حكيماً ثم تفرغ للعمل الدعوي فاصبح إماماً وقدوة وأميناً لدرجة انه يؤتمن علي اموال الناس ودينهَم واعراضهم.
وجدّه الشيخ آدم خليفة كان في القرير محلية مروي مهاباً لانه يغير المنكر بيده والمنكر عنده من اعمال العقيدة الي التعدي علي الاراضي والبناء في الشارع.
نشأ عمار في هذه البيئة وبدأ في زاوية والدي حسب الله سعيد يفتح المسجد ويشغل الرتينة ويشارك في الندوات وهو طالب في المرحلة المتوسطة ثم لما انتقل للمرحلة الثانوية تلقفته الحركة الإسلامية وكان من قياداتها في الثانوية وجامعة الخرطوم
في حياته الخاصة محطات وعلامات قد لا يعرفها كثير من الناس ومن ذلك طريقة تعامله في المال إذ كان المال آخر أهدافه بل ليس من اهتماماته وعمار لا يتعامل مع الناس بمعيار المال اذ الناس عنده بنفس القيمة واحترامه ومعاملته الفقير والغني واحدة
بل ان عمار لا يعير المال اي اهتمام ولا يمكن ان تعرف عنده مال ام لا فهو دائما عزير النفس لا يتطلع لهذه الأشياء واعتقد ان عمار لا يعرف فئات العملة لانه لا ينظر اليها فاذا جاءه مبلغ ادخله في جيبه واخرجه من غير ان يعده واعنقد انه اذا وقف امام بائع سلمه ما عنده من المال لياخذ البائع حقه ويرد له الباقي
وقابلته يوم فقلت له هل عندك كاش ربما نحتاج له في المواصلات ؟ فاخرج لي كوماً من القروش ، قلت له دي كم؟ قال اي انا عارف طيب ارجعها كيف فرد علي وترجعها لي شنووو؟ واليوم وجدت بعض جيرانه واخبروني انه وزع لهم معظم ملابسه قبل وفاته باسبوع وفي أول يوم للحرب ذهبت الي بقالة الحكمة بحي القادسية بشرق النيل واشتريت كمية من المواد الغذائية لكنني سافرت مع الاسرة الي كسلا في مايو 2023م
فجاء عمار ووجد هذه المواد وقام بتوزيعها علي الجيران وباختصار عمار ليست له الرغبة في امتلاك زجاجة بيبسي وما امتلك شىئاً الا وكان مستعجلاً في التخلص منه في اقرب فرصة
واعتقد ان هذا الامر هو من عناصر قوته فلا يمكن لاحد ان يغريه بالمال ولا يؤثر فيه بشئ مادي وهذا ما زاده قوة في ابداء رأيه وعدم الاكتراث بالنتائج فكان شجاعاً كوالده وجدّه زاهداً في الدنيا ، عاش بين الناس فقيراً ومات عفيفاً ، فاللهم اغفر له وارحمه



الف مبروك تدشين الموقع الاخباري ومزيد من التقدم والنجاح شيخ الهادي وصباح
محمد محسن العلوابي
موفقين باذن الله