
يوسف عمارة أبوسن
المعارك التي خاضتها قوات درع السودان أمس وأول أمس كانت ملاحم حقيقية في الثبات والتضحية والحزم ، فلم يكن الدرع وحده من يقاتل في محور كردفان، كانت هناك متحركات عديدة تعمل في حراك نشط ضمن الخطة الكلية لقيادة القوات المسلحة في عمليات كردفان ، ففي صباح الأحد الماضي تحركت قوات الدرع مع مجموعة من قوات العمل الخاص النيل الأبيض من نقطة تمركزها نحو مدينة أم دم حاج أحمد وقامت بتحريرها ، وكانت هناك قوة تابعة للدرع مرتكزة جنوب شرق أم سيالة لتأمين القوات الرئيسية ومنع الإلتفاف ، ناوشت قوة التأمين دفاعات المليشيا شرق أم سيالة ودحرتها، ثم انضمت إليها القوة الرئيسية في المساء ، فتحركت لمهاجمة أم سيالة وقامت بتحريرها بعد اشتباك لم يدم طويلا .
قامت قوات درع السودان بتأمين محيط أم سيالة ، ودفن شهداء الدرع الذين استشهدوا في المعركة السابقة، ثم جاءت معلومات لقيادة الدرع، بأن المليشيا أخلت مدينة بارا وجبرة الشيخ وتجمعت مع القوات المتمركزة الأخرى بين منطقتي جريجخ وأم قرفة، تقدمت تلك القوات لتشكل متحركا لمواجهة قوات الدرع في أم سيالة ، حدث الهجوم المضاد الأول غرب أم سيالة وتم صده ، ثم تراجعت قوات الدرع لداخل المدينة ثم شرقها، وحدثت المعركة الثانية وكان قوام قوات المليشيا أكثر من 280 سيارة مقاتلة بها عدد كبير من المدرعات الكندية بالإضافة لعربات اللاندكروز بمدافع 23 مع دعم وتغطية بالمسيرات والمدفعية ، استمرت المعركة لأكثر من ساعتين إستشهد فيها العديد من أبناء الدرع وحدثت اصابات كبيرة وسط القوات كان من بينها إصابة القائد اللواء أبو عاقلة كيكل والذي كان يقود القوات بنفسه ، لكن القائد أكمل إنسحاب قوات الدرع شرقا بتغطية من الطيران المسير للقوات المسلحة .
فهذه المعركة كانت ملحمة احتسبنا فيها الشهداء والجرحى والمفقودين ، وستبقى شهادة على أن الإرادة أقوى من كل السلاح ، كما ألحقت قواتنا بالعدو خسائر فادحة في الأرواح والعتاد ، وقد بذل أبطال الدرع كل جهدهم وأخلصوا النوايا ثباتاً وصدق لقاء، لكن إرادة الله ماضية وكلمته هي الفصل ، وما النصر إلا من عند الله ، تقبل الله الشهداء وشفى الجرحى ورد المفقودين .
**
راضعين الثبات في مهدنا وشارقنا
شن حيلة المحن فينا بتجي تدارِقنا
ما تقول حسّة الموت نحن بِتشفِّقنا
علي الصّدف البِودِّر روحنا بِتحرِّقنا
(الزين)



