
كشف معهد دراسات الأمن القومي بتل أبيب، في دراسة جديدة نُشرت على موقعه الرسمي، أن القيادة الإسرائيلية تبحث بجدية خيار الاعتراف بـ“إدارة صوماليلاند الانفصالية” ككيان مستقل، في إطار استراتيجية موسّعة تهدف إلى تعزيز الحضور الأمني والاستخباري الإسرائيلي في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر وأوضحت الدراسة أن “إدارة صوماليلاند الانفصالية” تتمتع باستقرار نسبي منذ إعلانها الانفصال من طرف واحد عام 1991، مع نظام سياسي تعددي وإجراء انتخابات دورية، الأمر الذي جعل المنطقة بيئة جاذبة لبعض الشراكات الدولية غير الرسمية، بما في ذلك التعاون مع قوى غربية وإقليمية ، وتبرز الدراسة أهمية الموقع الجغرافي للإدارة الانفصالية، لكونها تطل على مدخل خليج عدن بمواجهة جنوب اليمن، وهو ما يمنحها ميزة استراتيجية في مراقبة نشاط جماعة الحوثي وتأمين خطوط الملاحة الدولية، إضافة إلى احتمال أن تصبح نقطة ارتكاز للتعاون الاستخباري والأمني مع إسرائيل وشركائها الدوليين ، لكن الدراسة تشير إلى أن الاعتراف المباشر من جانب إسرائيل قد يواجه تحديات سياسية ودبلوماسية، أبرزها ردود الفعل الإقليمية، ولا سيما من الدول العربية، فضلًا عن تأثيره على العلاقة مع الولايات المتحدة التي لم تعترف رسميًا بالإدارة الانفصالية. ولذلك، توصي الدراسة بتطوير التعاون الأمني والاقتصادي معها دون الوصول إلى الاعتراف الرسمي، لتقليل المخاطر المحتملة مع الحفاظ على المصالح الاستراتيجية لإسرائيل ، كما لفت التقرير إلى أن الإدارة الانفصالية كثّفت خلال عام 2025 جهودها الدبلوماسية لحشد الدعم الدولي، ووسّعت نطاق شراكاتها مع دول مثل الإمارات وإثيوبيا، في وقت تستمر فيه خلافاتها مع الحكومة الفيدرالية الصومالية بشأن المجال الجوي والسيادة على الموانئ والمطارات ، وتختتم الدراسة بالإشارة إلى أن “إدارة صوماليلاند الانفصالية” يمكن أن تشكّل عامل تأثير جديد في حسابات إسرائيل الإقليمية، إذا جرى تطوير العلاقات معها وفق نهج تدريجي ومتوازن يراعي المصالح الدولية والإقليمية.



