
د. حسن حسب الله سعيد
استاذ جامعي
خدع كثير من الحمقي في شخصية جون قرنق وخاصة في الفترة الأخيرة من حياته حيث اظهر انه رجل وحدوي يعمل لصالح وحدة السودان وبناء دولة الغلابة لكن الرجل الكاذب في كل تفاصيل حياته قتلته لحظة صدق غبية
كان الاعلام يسأل قرنق من اين تمول حربك ضد الخرطوم فكان يقول (نبيع البقر ونشتري السلاح) وهو يعلم ان هذا الكلام لا يقنع عحوزا في رمبيك.
العمالة واحدة والمبررات لها قاسم مشترك فالذين يقولون اليوم انهم يحاربون الجيش السوداني لانه يحتاج الي هيكلة بسبب سيطرة الكيزان هم علي نفس منوال قرنق لكن قرنق استخدم سردية أخرى
كان قرنق (اخزاه الله) يقول انه يحارب مايو ثم وقف معه الصادق المهدي ومحمد عثمان الميرغني لانهم يزعمون نفس السردية فشحدوا له السلاح من القذافي اخزاه الله وحشدوا له القوة ليحارب الدولة السودانية ويضعفها حسب خطة الجهات الممولة وهي معروفة فلما سقط نظام مايو وجاء الميرغني والمهدي للسلطة قالوا له تعال نعمل سلام فقال لهم انتم مايو 2 لان الممول اصلا يريد استمرار الحرب لنفس الهدف..
جاء جون قرنق بناء علي خطة الكفيل لان الحرب وقتها ماعادت هي السبيل لتحقيق الهدف وانما السلام هو الذي يحقق الهدف.
اول رحلة لجون قرنق مع البشير الي منطقة فلوج في الجنوب اندهش العميل لما عملته الانقاذ التي غيرت المنطقة من قرية مظلمة الي مدينة فيها منشاءات بترولية ومطار حديث ومؤسسات لم يتمكن قرنق من اخفاء دهشته فقال للبشير لو عارفكم تعملوا شغل زي دة ما كنت حاربتكم..
ثم جاء لقاء الساحة الخضراء وكانت دهشته اكبر من اللقاء الجماهيري همس لمدير مكتبه كم تقدر هذا الجمع فقال له ستة مليون
والحقيقة الساحة الخضراء التي نفذها الوالي عبدالرحمن الخضراء لا اعتقد انها تسع اكثر من مائة الف شخص
ثم كانت دهشته اكبر لما ذهب به السيد علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية وسلمه مكتبه و صلاحيات النائب الاول ثم اتصل علي عائلته وطلب منهم حمل امتعهم الشخصية واخلاء بيت النائب الاول فورا والانتقال في نفس اليوم الي موقع آخر..
استلم جون قرنق مكتبه وبيته في نفس اليوم غير مصدق ان ذلك يحدث وبهذه السرعة والمصداقية…
حماقة جون قرنق التي نقلته من خندق العمالة فجأة دون دراسة الي خندق الدعوة الي وحدة السودان هي ادت الي قتله وذلك لانه تجاوز الخط المرسوم له من الكفيل وانتقاله ليس بسبب وطنيته وصدقه وانما هو الطمع فقد حدثته نفسه الخبيثة طالما الامر كذلك لماذا اكتفي بالحنوب فقط ولماذا لا أكون حاكم السودان الموحد.
وهي نفس حماقة حميدتي التي وسوس له بها عرمان
فالذين يقولون ابعاد الاسلاميين من الحياة المدنية والعسكرية في السودان حتى يستقر السودان هم ابواق جهلة وسطحيين
فلو أخذنا جميع الاسلاميين مدنيين وعسكريين في السودان ووضعناهم في مركب ودفعنا به في المحيط الهادي ما توقفت هذه الجهات من الذي تفعله من السعي لإضعاف وتمزيق الدولة السودانية..
اذن الحمقي العملاء من السودانيين لا يعرفون مصيرهم الذي يشبه مصير جون قرنق
وقد سالت احد رجال الاستخبارات القدامي كيف مات قرنق والطائرة الرئاسية اليوغندية فحصت ولم يثبت تفجير فقال بسيطة وضعت فتيلة تبث مادة مخدرة في لحظة اقلاع الطائرة فنام جميع من في كبينة الطائرة ثم فقدت التحكم فضربت احدي الجبال في جنوب السودان
وهذا سيكون مصير العملاء لو رجعت لهم عقولهم في اي لحظة



